زوجتي رائعة.. و"عصبية"!
الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أود أن أشكركم أولا على جهودكم المميزة في استقبال واقتراح الحلول للمشاكل التي يعاني منها الشباب المسلم في هذا الزمن، سائلا الله أن يكون في ميزان حسناتكم يوم القيامة..
مشكلتي تدور حول عصبية وحساسية زوجتي وانفعالها السريع، فأنا (عمري 33 عاما) متزوج منذ عشرة شهور فقط، ومنذ ذلك الوقت حصلت بيني وبين زوجتي مشادات وخصام بمعدل مرتين كل شهر، وأسباب تلك المشادات تافهة جدا، ولا تستحق حتى التوقف عندها؛ فزوجتي حساسة جدا في بعض الأحيان لأي تصرف أقوم به عن غير قصد أو سوء تفاهم بسيط، وهي في بعض المواقف لا تستوعب أو تتفهم الأمور وتقوم بتكبير وتأزيم الأمور والمواقف الصغيرة التافهة وتعمل منها مشاكل وخصامًا يمتد يومًا أو يومين.
هذه المشاكل أغلبها يحدث في الأماكن العامة عندما نكون معًا في الحدائق أو المجمعات التجارية، لدرجة أنني أصبحت أذهب للتسوق وحدي. وأنا بطبعي إنسان لا أحب تعقيد الأمور والدخول في تفاصيل بعض القضايا التافهة التي تحدث يوميا؛ فما حدث حدث وبحكم خبرتي استطعت في أغلب الأحيان استيعابها والسيطرة على انفعالاتها وأقوم بالتأسف لها ومراضاتها ونسيان أخطائها ومواقفها التي عرضتني مع أصدقائي أحيانا للإحراج على الرغم من أنها هي السبب وهي البادئة بالمشاكل.
وكنت أقول إنها أول سنة زواج ومن الطبيعي حدوث الاختلاف بين الزوجين وكنت ألتمس لها عذرا بحكم عمرها البالغ (24 عاما) وخبرتها الزوجية وبحكم الغربة، ولكن كثرة تلك المشاكل جعلتني أشعر بالخوف على مستقبل زواجي وعلى مدى دقة اختياري وعلى طريقة تعاملي مع زوجتي هل هي صحيحة أم لا؟؟ هل كان يجب أن "أمسك رأس القطة وأمعصه في أول ليلة" حتى تخاف زوجتي من أول يوم؟ هل كان يجب أن أكون خشنا معها وأن أتعامل بمنطق (سي السيد)؟؟ وهل حنان الرجل والرقة في التعامل مع زوجته يشجع الزوجات على الثورة والتمادي والغضب والنرفزة بوجه أزواجهم وعدم احترامهم ببعض المواقف؟
الحق يقال إن زوجتي ست بيت ممتازة فهي متدينة وتهتم بي وبنفسها وببيتها وبأهلي، لكنها بالمقابل سريعة الغضب وحساسة في بعض المواقف وليس لديها القدرة على التفهم والاستيعاب ببعض المواقف، وكثيرا ما كنت أجلس معها وأحاورها بهدوء بعد كل مشاجرة وأرشدها إلى ضرورة أن تضبط أعصابها وأن لا تنظر إلى الأمور الصغيرة التافهة وتعمل منها مشاكل كبيرة لا تستحق أن تثيرها وتغضب زوجها بشأنها، وكانت تقول لي إنها لا تستطيع التحكم بأعصابها وإنها ستحاول أن تلجم غضبها أو "نرفزتها" من أي تصرف، لكن بعد أسبوع يتغير الحال وفي أول موقف أو تصرف بقصد أو بغير قصد يعود الأمر لسابق عهده وتعود "نرفزتها" وعصبيتها مرة أخرى.
وأخيرا... هل زوجات الجيل الحالي تعانين من الجهل في طريقة التعامل مع أزواجهن؟؟ وهل الجهل هو سبب تصرفهن بهذه الطريقة؟؟ ... فبعد الذي حصل معي سألت أصدقاء لي وقالوا إنهم يعانون من نفس معاناتي.
كيف يمكن لي أن أساعد زوجتي على التحكم بتصرفاتها وردة فعلها وعدم الغضب والزعل والنرفزة لأتفه الأسباب؟ وهل هذه المشاحنة والمشاجرة التي تحدث من حين لآخر طبيعية بالنسبة لزوجين لهم عشرة شهور متزوجين؟ وهل هي مفيدة مستقبلاً؟ وهل هي تكشف العيوب وتساعد على علاجها بالمستقبل؟
أنا أفكر حاليا بشراء عدد من الكتب عن ضبط النفس وعدم الالتفاف لصغائر الأمور لكي تقرأها زوجتي.. هل تنصحونني بكتب معينة بهذا المجال؟ وهل تنصحوني بإدخال أهلها على الخط وإخبار أحد أشقائها أو والديها بتصرفاتها مستقبلا إذا عادت إلى نفس تصرفاتها؟
شاكرا لكم سعة صدركم وصبركم.
الحل
ولدي..وهل "معص رأس القطة" يأتي بثمار؟؟ ألا تعلم أن للقطة سبعة أرواح؟؟..
أولا.. مبارك زواجك وآدم الله بينكما وجمعكما على خير ورزقكما الذرية الصالحة.. مما قلته عن عروسك يا ولدي أجدك قد أحسنت الاختيار.. شابة متدينة وست بيت تراعيك وتراعي أهلك.. ليس هناك أفضل من ذلك.
كنت سأقول قولا مختلفا لو كان ردها عليك حين تجلس معها بعد كل مشكلة تشرح لها وتطالبها بالتحكم في عصبيتها ردا يشبه: أنا حرة .. أو هذا هو أسلوبي وعليك قبوله، ولكن العروس الجميلة تعترف ضمنيا أن ما تفعله يدخل تحت بند عدم القدرة أو الفشل في التحكم في الأعصاب والتصرفات.
نعم.. أغلب هذا الجيل تربى على كلمة جميلة ولكن بمفهوم مغلوط.. الحرية.. فالبنات مثل الشباب في بيوت الأهل، تفعل ما يحلو لها وإذا غضبت تدخل إلى حجرتها وتغلق بابها عليها، وتختلف درجات الأدب والتعبير عن الغضب من بيت لبيت؛ فالبعض قد يصفق باب حجرته صفقا معلنا بذلك ثورته للبيت كله، والبعض قد يكتفي بتمزيق أي شيء داخل حجرته لينفث عن عصبيته، والأم والأب عن اجتهاد أو علم أو جهل يجدان أنه تعبير عن الغضب وتنفيث عنه، ويؤجلان المواجهة لحين تهدأ الأمور.
أما في البيئات الأقل من حيث الإمكانيات المالية؛ فيختلف الأمر قليلا.. صعودا وهبوطا على درجات العصبية.. إنما كل هذا لا يمنع أن أتوقف قليلا عند عمر زوجتك وإحساسك بأنها طفلة أو صغيرة على حسن التقدير؛ فهذا هو مربط الفرس.. فهذا ما يفعله الأهل بالضبط، حيث يتعاملون مع القضية تحت مسمى: "بكرة تكبر وتعقل".
وأنا أرى أن الإنسان يكبر إذا بلغ، ويجب ترويضه وتأديبه من قبل ذلك.. وتعليمه كل أسس التعامل وآداب الحوار ومنحه كل ما نستطيع من ملكات وقدرات، حتى إذا دخل مرحلة البلوغ، وهى المراهقة كان متسلحا بتربية قويمة يستطيع بها أن يقاوم نوازع الغضب والثورة بداخله، ومع عناية الأهل ورعايتهم ومتابعتهم تمر المرحلة بسلام.. إنما عند الرابعة والعشرين من العمر... أعتقد أن المرحلة "فاتت من زماااااان".
استمر في توجيهها وإرشادها، واستمر على لينك وحنانك، فأنت بهذا تضرب مثالا يحتذى للأزواج؛ فهكذا يجب أن يكون الزوج الذي يرعى حدود الله في أهله، ويتعامل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مانع من بعض الكتب ولا مانع حتى من دورات وهي تقام في أماكن كثيرة..
أجل أشرك أهلها قليلا.. وإلى أن تشعر أنك فشلت تماما في توجيهها؛ فلا داعي لأن تكبر المسائل، لأنه فعليا في السنين الثلاث الأولى للزواج يتحسس كل طرف أسلوب التعامل مع الطرف الآخر الذي تربى في بيئة وأسرة مختلفة، ويكون معدل التناحر والتطاحن أعلى من المعتاد حتى يتعرف كل فرد على شريكه وطباعه وطرق الانسجام معه.
إنما -أكررها- إنما إذا وصل أمر عصبيتها وثورتها إلى درجة الإهانة أو التسبب بالحرج؛ فيلزمها وقفة حازمة في الموقف.. وقفة تعلن بها رفضك أن تدفع ثمن الجنون المؤقت الذي يصيبها، وأن عليها أن تضبط في هذه المواقف نفسها وأخلاقها وإلا فقد تضطر إلى ردعها حفاظا على ماء وجهك.
إن حنان الزوج مطلوب لرعاية زوجته، ولنشر المحبة والوئام في البيت، ولكن إسلامنا الذي طالبنا بالرفق مع القوارير، وبحسن التبعل، وباللقمة تضعها في في زوجتك، وأن تلاعبها.. وتداعبها.. وتنفق عليها، طالب الرجل إذا نشزت زوجته، أي تمردت ورفضت طاعته أن يعظها، ثم يهجرها، وقد يضطر إلى أن يضربها بقواعد الضرب المذكورة في كتب التفسير.. ألا يضرب الوجه.. وأن يكون ذلك بشيء أشبه بعود السواك والهدف منه ليس إصابتها بكسور أو رضوض بل إشعارها فقط بالمهانة التي جلبتها لنفسها..
وعموم البلوى يا ولدي لا يمنح حقا.. وكون كل زوجات أصدقائك تتسبب لهم في حرج وضيق وبؤس في الأماكن العامة أو في حضور الناس لدرجة تفضل فيها وأنت زوج طيب أن تذهب للتبضع وحدك، مع أن ملايين الزوجات تتمنى وتترجى أن يهتم أزواجهن ولو مرة واحدة بالذهاب للتسوق معهن.. أقول أن تصل درجة العصبية السخيفة إلى ذلك وتكون منتشرة، لا يجعل منها صفة مقبولة، أو مسكوتًا عنها.
هناك تعليقان (2):
جامد جدا الشغل اللي انت عامله ده يا اشرف
تمام يا باشا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر القائمين على هذه المدونه
اخواني احفاد سيدي عبدالرحيم القناوى
احب اتعرف عليكم
اخوكم من اهل مكه
الشريف عادل القناوى
adelalnash@hotmail.com
إرسال تعليق